خيوط عنكبوت /بقلم سعاد شهيد

نص بعنوان /خيوط عنكبوت
كركام في زاوية مكان
جلست أنتظر سنين و أعوام
من يحس بوجودي
من يفتقدني
من يعترف بي كإنسان
جاءت عنكبوت تريد الأمان
غزلت خيوطها بكل حنان
خيوط رفيعة
أشكال هندسية بإتقان
ماعدت أظهر للعيان
أصبحت وراء الجدران
من ممتلكاتها
تدافع عني
تطرد الديدان
في مصيدتها
تقع فرائس
تصبح عالقة كأثواب
على شريط الأيام
كأمنيات على شجرة الأحلام
أشكال و ألوان
من وراء حجاب العنكبوت
أصرخ
أنادي
لا أحد
لا أحد يصدق الصدى
وراء خيوط محكمة الغزل
صنعت بريشة فنان
لا أحد يظن
أن وراء القضبان
هناك ركام إنسان
بقايا ذكريات
تئن من النسيان
أصبحت من ممتلكات شبكة عنكبوت
لفت خيوطها بإحكام
ما نفع الصدى
و لا الصمت يجدي
أذبل وراء القضبان
وراء زرقة أضوء و ظلام
تسرق الفرحة
بالأنغام
بالزمان و المكان
تمر الفصول
تزهر الحقول
تصفر و تأتي العصافير المهاجرة
من كل أقطاب الأرض
تبحث عن قوتها
تبني أعشاشا على الأغصان
و أنا وراء شبكة العنكبوت
ضاعت مني الأرقام
لم ألاحظ بياض الشعر
و لا خطوط رسمت على الأجفان
و لا تغير ملامحي
لم أعد أعرف أسماء الأيام
ضاع مني تاريخ و جغرافية المكان
أنادي عالما بلا خرائط
و لا عنوان
رسمته من خيوط غمامة أحلام
بيتا بدون أعمدة البنيان
حسبته وطن الأوطان
ضاعت مني ذاتي
 مزقت هويتي
في شبكة الأوهام
بقلمي /سعاد شهيد