(ليت الذي خلق العيون السودا)
جعل الأنام العاشقين صمودا
إنَُ الذي خلقَ الجمالَ وسحرهِ
خلقَ القلوبَ الخافقاتِ حديدا
لولا نواعسها ولولا سحرها
ما دقَّ قلبٌ أوهوى تسهيدا
من غيرِ طرفٍ مكْحلٍ بعيونها
(ما ودَّ مالكُ قلبهِ لوصيدا)
(عوذْ فؤادكَ من نبالِ لحاضها)
فالسهمٌ منها طلقُ نارٍ حارقٍ
أجعلْ غرامكَ في صمامِ توازنٍ
(أو متْ كما شاءَ الغرامُ شهيدا)
بقلم كمال الدين حسين القاضي
مصر
تشطير
عتاب قلب
********
يا قلب مالك
متغيّر الملامح
مضطرب النبضات ؟
عار يكسوك العراء
كسيف قاطع مهمل
يبحث عن غمد يأويه
عن قبضة قويّة حاسمة
تلوّح به عاليا في الهواء
تفتّش عن بسمة ضائعة
عن صوت يناديك..
من زمن مضى ..
لكنّه أبدا لن يناديك..
شابك الخذلان يا قلب
أشواقك باتت ليلها
بين السطور باكية..
ها أنت ..!
تجوب الأرض باحثا..
عن غيمة تمطرك حنانا
عن نبع يسقيك أمانا
يا قلب..!
تناهى إلىّ ..
أنّك مازلت تحبّها ..
رغم كلّ الذّي جرى ..
كلّ مرّة تحرق ..
بشواظ من نار حبّها ..
خلتك نسيت ما مضى ..
ما ران عليك من الهوى ..
من الذّي اخذك لسفوح الذكرى
إلى الماضي البعيد .. ؟
من ترك نبضاتك مشرعة للرّيح ؟
لتتهاطل عليك صورها ..
و ينساب صوتها إليك شجيّا ..
فيتعالى صدى آهاتك في الفضاء
يغمرك الحنين من جديد ..
يا قلب ! ..
تغالبك أوجاع طالما داريتها
رغم السنين الماضية ..
جراحك الثخينة لم تزل نازفة ..
كم خسرت من نبض؟
كم تألّمت من وجع ؟
أ قدرك أن تبقى معذّبا ؟!
ليتك لم ترها ..
و ليتني لن أراها ..
الفرح غاب عنك ..
يا قلب !
صرح الآمال انهار ..
صار كالركام
الأماني تبدّدت ..
ذهبت أدراج الأحلام
لم يبق بين الضلوع ..
إلا فيض الآلام
يا هذا النابض فيّ
لِم مازلت لها وفيّا ؟
ليتك كنت نسيا منسيّا !
* صادق الهمامي/ تونس *
