السبت، 14 مارس 2020

من بين الجفون /بقلم هادي صابر

من بين الجفون عِشقُها قد طلل    
سكن القلب منزِلهُ أنيس العقل
.
عشِقتُها وبُستان رِحابِها سهل
لم يُثمِرَ  والواديين لم ينسدل
.
نظرات العيون كانت شهدٌ وقُبل
أراها غزالةٌ وإني لمرساها الجبل
.
أثمرَ رِحابها وردٌ والمبسم عسل
القلب يشتهي والعيون خَجَل
.
رَحلَت بعد ما الفؤاد بالهوى بلل
وَجَلَ في الصدر لعِشقهِ مُجلِجلٌ
.
بِتُ وكأني على الجمر أسحلُ
وفي الصدر لهيبُ أحرهُ فُلفُلُ
.
فاضت الرِحابُ لِشهدِها غلل
أترقبُ منهلِها في منزليِ نُزلُ
.
وما من ضارِبٍ لي ليقتلُ
وإن رحيلُكِ للقلب من قتل
.
منذُ الطفولة عِشقُكِ مُتطفِلٌ
بِتُ في الخمسون زاد توغُلٌ
.
تعلمتُ الشِعر حُزناً وغزل
لإرضاء قلبٍ لِفُراقُكِ كلل
.
حبيبتي لا تظُني الشِعر سهل
يأكُل من القلب ويُضني المُقل
.
وما العيون لدمعِها هطل
إلا لشفاءِ  فؤادٌ من العِلل
.
وإذا أصاب جفاف بأحد المُقل
تنوبُ عنها أُختُها كالغيم هطل
.
عِشقُكِ  طيفٌ دخلَ بِلا خجل
أذل القلب  وللهامةِ أذل
.
وما من رسولٍ لكِ أُرسِلُ
جوابُكِ يُشفي قلبي من العِلل
.
أشكِ صبابة  طال بها الرحيل
أرسِلُ لكِ أشواقي والشوقُ رُسُل
.
هُدى ما وصفتُكِ بالورد والغزال
الوردُ والغُزال من جمالُكِ يخجلُ
.
حبيبتي أنتِ لبيتي عِطرهُ  والقنديل
وما نفع منزلي بلا نورُكِ ينزلُ
.
قد انصرم العُمر بقي منهُ ذيل
عِشتُ في ظلام وأنتِ عني مُعزلُ
.
قضيتُ عُمري لقدومُكِ أتأملُ
قد انصرم العُمر وما زال الأمل
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(ليت الذي خلق )قلم كمال الدين حسين القاضي

 (ليت الذي خلق العيون السودا) جعل الأنام العاشقين صمودا إنَُ الذي خلقَ الجمالَ وسحرهِ خلقَ القلوبَ الخافقاتِ حديدا لولا نواعسها ولولا سحرها ...